تقرير: عودة شنايدر وروبن إلى مدريد ترد اعتبارهما أمام بيريز

نجح الثنائي الهولندي فيسلي شنايدر وأريين روبن في رد الاعتبار عمليا أمام فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني الذي قرر بيعهما الصيف الماضي كي يتعاقد مع نجوم من طراز كريستيانو رونالدو وكاكا ظنا منه أن ذلك سيعود بالنفع على فريقه رياضيا وتسويقيا.

ففي أسبوع كابوسي لرئيس ريال مدريد الذي وضع الفوز بدوري الأبطال هدفا أول للموسم، شاهد بيريز بعينيه روبن وهو يقود فريقه الألماني بايرن ميونخ إلى نهائي المسابقة المنشودة كي يواجه إنترناسيونالي الإيطالي الذي يعتبر شنايدر حاليا نجمه الأبرز.

وأصبح جليا أن قرار بيع الثنائي في الصيف مقابل 15 مليون يورو لشنايدر و25 مليون لروبن يمكن أن يصنف ضمن أسوأ القرارات الإدارية في الحقلين الرياضي والتسويقي، خاصة بعدما أخفق ريال مدريد في تجاوز دور الستة عشر لدوري الأبطال، في حين نجح الهولنديان كلا مع فريقه الجديد في بلوغ النهائي.

وعلى الرغم من أن بيريز حول كريستيانو رونالدو إلى أغلى لاعب في العالم بدفع 94 مليون يورو لمانشستر يونايتد الإنجليزي نظير التعاقد معه، إلا أن النجاح الذي جلبه البرتغالي إلى ريال مدريد لم يساو ما حققه روبن لبايرن على مدار البطولة الأوروبية.



فبينما كان كريستيانو يتعرض في إسبانيا لانتقادات بسبب أسلوبه الفردي، سجل روبن هدفا لا ينسى لبايرن في مرمى فيورنتينا الإيطالي تجاوز به دور الستة عشر، وكرر الأمر ذاته في مرمى مانشستر يونايتد في ربع النهائي قبل أن يلعب دورا بارزا في تجاوز عقبة ليون الفرنسي في المربع الذهبي.

وفي الوقت الذي كان فيه البرازيلي كاكا، الذي كلف خزينة الريال 65 مليون يورو، يعاني من إصابة "فتاق الرياضيين" التي بدت مزمنة، كان شنايدر الذي رحل إلى إنتر ليفسح له المجال قد سجل هدفا في مرمى سسكا موسكو صعد بفريقه إلى نصف النهائي ليسجل من جديد هدفا ويصنع آخر خلال الفوز الهام على برشلونة حامل اللقب 3-1.

ولعل توجه جوزيه مورينيو مدرب إنتر بالشكر لإدارة الريال على بيع شنايدر أبلغ تعبير عن فشل سياسة بيريز التي اعتمدت على جلب نجوم مثل رونالدو وكاكا يجتذبان للنادي عوائد مالية في صورة عقود إعلانات وقمصان مباعة حول العالم، وهو ما لم يكن يأت به شنايدر أو روبن.

وكان الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال الإنجليزي قد سخر هو الآخر من قرار بيع روبن وشنايدر، حين أكد أنه سيضع بعين الاعتبار التعاقد مع أي لاعب يقرر ريال مدريد الاستغناء عنه خلال الصيف على أمل أن يصنع مع فريقه ما فعله الهولنديان في إنتر وبايرن اللذين يتصدران الدوري المحلي أيضا في إيطاليا وألمانيا.

ويبدو بيريز الآن مجبرا على الجلوس في مقصورة ملعب سانتياجو برنابيو معقل النادي الملكي ليتابع بعينيه شنايدر وروبن وهما يخوضان وجها لوجه نهائي دوري الأبطال يوم 22 مايو ليجلب الفائز منهما عشرات الملايين لفريقه، في حين تسببت سياسته في تغيب ريال مدريد عن المشهد الذي حلمت به الجماهير طويلا.